بالرغم من حداثة استعمال اصطلاح (( القانون الدولي الخاص )) والذي تم لأول مرة سنة 1834 على يد الفقيه story فقد انتشر وذاع صيته بشكل سريع , حيث استعمله بعد ذلك الفقيه الفرنسي Foelix سنة 1834 وبعدها شاع استعماله في معظم دول العالم .
لم يتحقق هذا الإجماع الذي حظى به الاصطلاح لتعريف القانون الدولي الخاص ولا لموضوعاته ولا لطبيعته , إذ ظل الخلاف محتدماً بشأن هذه المسائل حتى الآن , ولا داعي للغرابة إذا علمنا أن القانون الدولي الخاص لم ينشأ قانوناً كامل التقنين محدد الملامح والنطاق , بل أبرزه الفقه وقدم رجالها لجهد الكبير في إثارة المشكلات الداخلية في نطاقه وفي صياغة الحول لهذه المشكلات في أكثر من دولة من دول أوربا .
علاوة على ما تقدم فإن القانون الدولي الخاص علم مركب نتيجة لإثارته مشكلات تتعلق بأكثر من فرع من فروع القانون في آن واحد , كالقانون المدني والتجاري وأصول المحاكمات وذلك بصدد العلاقات التي تتعدى حدود الدولة الواحدة , مما كان له الأثر الكبير في إثارة الجدل حول طبيعة هذا العلم وتعريفه وتحديد نطاقه , مع الأخذ بعين الاعتبار حداثة هذا العلم بالمقارنة مع فروع القانون الأخرى كالقانون المدني مثلاً.
فإطار القانون الدولي الخاص لا يتحدد إذن إلا باتخاذ موقف واضح من الخلافات بشأن موضوعات القانون الدولي الخاص والمصادر التي يستمد منها , والطبيعة التي تتسم بها .
المصدر : كتب متفرقة
|