تخضع جميع المرافق العامة لمجموعة من القواعد القانونية العامة التي تحكم سيرها ونشاطها من أجل تحقيق أهدافها التي وجدت من أجلها .
وهذه المبادئ والقواعد التي استقر عليها القضاء الإداري وسلم بها فقهاء القانون العام هي ثلاثة مبادئ :
الأول : مبدأ دوام سير المرافق العامة بانتظام واطراد .
الثاني : مبدأ مساواة جميع الأفراد أمام المرافق العامة .
الثالث : مبدأ قابلية المرافق العامة للتحديث والتطوير طبقاً لدواعي ومقتضيات المصلحة العامة .
يعني هذا المبدأ أن المرفق العام يجب أن يؤدي خدماته لجمهور المنتفعين بشكل دائم ومستمر ومنتظم , دون انقطاع أو توقف , لأن الأفراد قد نظموا أمور حياتهم ونشاطهم على أساس وجود بعض المرافق العامة , مثل مرافق الكهرباء والماء والنقل والقضاء .
ويترتب على تقرير مبدأ دوام سير المرافق العامة بانتظام واطراد :
A- تحريم إضراب العاملين في المرافق العامة ,
B- وتنظيم استقالاتهم أيضاً ,
C- وتقرير نظرية الموظفين الفعليين ,
D- وتطبيق نظرية الظروف الطارئة على العقود الإدارية التي تبرمها المرافق العامة ,
E- وتحريم الحجز على أموالها .
يسود المرافق العامة مبدأ المساواة بين جميع الأفراد في الانتفاع من الخدمات العامة التي تؤديها هذه المرافق , وذلك بالنسبة لمن تتوافر فيهم الشروط العامة التي يضعها المرفق العام للاستفادة من خدماته , بحيث لا يجوز للمرفق العام أن يقيم تفرقة بين المنتفعين أو المتقدمين للانتفاع بخدماته بسبب العقيدة أو اللون أو الجنس .
ويعتبر مبدأ المساواة من المبادئ العامة التي أكدت عليها إعلانات حقوق الإنسان , وكشفت عنها أحكام مجلس الدولة الفرنسي وتضمنتها مختلف دساتير الدول المعاصرة , فقد نص الدستور السوري على أنه : " المواطنون متساوون أمام القانون في الحقوق والواجبات " .
ويتمتع المواطنون والأجانب بحق المساواة أمام المرافق العامة فيما يتعلق بالانتفاع بخدماتها وتحمل تكاليفها , دون تمييز بينهم لاعتبارات سياسية أو حزبية أو لمصالح شخصية , ودون الالتفات إلى أنواعها , سواء أكانت مرافق عامة إدارية أم مرافق عامة اقتصادية , وبغض النظر عن أساليب إدارتها , سواء أكانت تدار بالأسلوب المباشر أم غير المباشر .
إن اللوائح والأنظمة التي توضع لتنظيم سير المرافق العامة لتحقيق المصلحة العامة تحكمها عادة العوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية القائمة آنذاك , كما يراعى فيها طبيعة المرفق العام ونوع الخدمات التي يقدمها للجمهور ...
فإذا ما تغيرت هذه العوامل وتبين أن تنظيم المرفق العام أصبح لا يحقق المنفعة العامة على الوجه الأكمل , أو لا يحقق على الأقل الغاية المنشودة من المرفق , أو لا يصلح كتنظيم إداري معاصر , كان للسلطة المختصة أن تلجأ إلى تعديل وتطوير نظام المرفق العام وطريقة تسييره بما يحقق الصالح العام ويواكب التطورات الحديثة .
اكتب تعليق